اشتهر حسد عائشة لخديجة(عليها السلام) وكانت تجهر به فتقول: «ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة»! (صحيح بخاري:8/195) . وسببه مكانة خديجة(عليها السلام) عند الله تعالى ورسوله ومدح النبي(ص) لها ليُعَرِّف المسلمين قدرها ! ففي سيرة ابن إسحاق:5/234:«حسبك من نساء العالمين بأربع: مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة ابنة محمد » .
وفي السيرة الحلبية:3/4
1: «قالت له وقد مدح خديجة: ما تذكر من عجوز حمراء الشدقين قد أبدلك الله خيراً منها ! فغضب رسول الله (ص) وقال: والله ما أبدلني الله خيراً منها » !
وفي سيرة ابن إسحاق:5/228: قالت: «لكأنه ليس في الأرض امرأة إلا خديجة ! فقام رسول الله مغضباً فلبث ما شاء الله، ثم رجع فإذا أم رومان فقالت: يا رسول الله ما لك ولعائشة إنها حَدَث، وأنت أحق من تجاوز عنها، فأخذ بشدق عائشة وقال:ألست القائلة كأنما ليس على الأرض امرأة إلا خديجة ! والله لقد آمنت بي إذ كفر قومك، ورزقت مني الولد وحرمتموه» !
وفي فتح الباري:7/1
2، أن أكثر حسدها لخديجة(عليها السلام) كان بسبب بشارة جبرئيل لهاببيت في الجنة . قالت عائشة: «ما حسدت امرأة قط ما حسدت خديجة حين بشرها النبي ببيت »!
وقد روى عددٌ منهم حديث بيت خديجة(عليها السلام) بدون قصب! ففي فضائل الصحابة/75، للنسائي:«بشر رسول الله خديجة ببيت في الجنة لاصخب فيه ولا نصب ». والنسائي:5/94، والجامع الصغير:2/247 لكن عائشة جعلته كوخاً من قصب ! « بشر خديجة ببيت من الجنة من قصب لاصخب فيه ولانصب»! (بخاري: 2/2
3).
أما لماذا من قصب؟فتقول عائشة:«توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة، فقال رسول الله (ص): أريتُ لخديجة بيتاً من قصب، لا صخب فيه ولانصب».
وفي فتح الباري:1/27:«ماتت خديجة قبل أن تفرض الصلاة فقال النبي: رأيت لخديجة بيتاً من قصب» ! فبيت خديجة(عليها السلام) بزعمها من قصب لأنها لم تصلَّ، أما بيتها هي فهو من لؤلؤ لأنها صلَّت ! وهذا يسليها عن بشارة النبي(ص) لخديجة ببيت في الجنة، وعن حبه لها وتفضيله إياها على عائشة !
أسئلة:
س1: القصب هو النبات المعروف، فهل رأيتموه وصفاً لقصور الجنة؟!
س 2- كيف تصدقون قول عائشة إن خديجة(عليها السلام) ماتت قبل أن تفرض الصلاة مع أن أحاديث السيرة مجمعة على أن الصلاة كانت من حين البعثة، وكانت خديجة تصلي مع النبي(ص) ، وقد صححوا رواية ابن عفيف الكندي، ونحوها رواية ابن مسعود، كما في مسند أحمد:1/2
9، والحاكم وصححه:3/183، ومجمع الزوائد:9/222، قال: «كنت امرأ تاجراً فقدمت الحج فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة وكان امرأ تاجراً، فوالله إني لعنده بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه فنظر إلى الشمس فلما رآها مالت قام يصلي . قال: ثم خرجت امرأة من ذلك الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل فقامت خلفه تصلي، ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخباء فقام معه يصلي. قال فقلت للعباس: من هذا ياعباس؟ قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي . قال فقلت: من هذه المرأة؟قال: هذه امرأته خديجة ابنة خويلد . قال قلت: من هذا الفتى؟ قال: هذا علي بن أبي طالب ابن عمه . قال فقلت :فما هذا الذي يصنع؟ قال: يصلي وهو يزعم أنه نبي، ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى، وهو يزعم أنه سيفتح عليه كنوز كسرى وقيصر! قال فكان عفيف وهو ابن عم الأشعث بن قيس يقول وأسلم بعد ذلك فحسن إسلامه: لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ فأكون ثالثاً مع علي بن أبي طالب» !والطبراني الكبير:1
/183، وتاريخ دمشق:3/265، وسير الذهبي:1/463، وما نزل من القرآن في علي لابن مردويه/49، والحاكم: 3/183، والإستيعاب: 3/1
96و1242، والفصول المختارة/273، وشرح النهج:13/225، وشواهد التنزيل:2/3
2.
أما الفرائض الخمس فقد فرضت في الإسراء والمعراج، وكان المعراج في السنة الثانية وليس بعد وفاة خديجة(عليها السلام) كما زعمت عائشة !
س3: مادام حسد عائشة وصل الى تحريفها حديث النبي(ص) وهو حديث قدسي، فأضافت له القصب ! ثم حرفت سيرة النبي(ص) فجعلت معراجه بعد وفاة خديجة(عليها السلام) فما الذي يضمن لنا أنها لم تحرف بقية الأحاديث والأحداث ؟!
س4: بماذا تصفون مستوى الأدب والأخلاق عند زوجة النبي(ص) التي تضطره مع حلمه وتسامحه لأن يطردها، ويأخذ بشدقها حتى تسكت ؟!؟