بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد على آل محمد وعجل فرجهم الشريف
هل كان عمر بن الخطاب مدمنا على معاقرة الخمر؟
قرأت الكثير عن سيرة عمر بن الخطاب بن أبي صهاك, فلم أجد ما يشدني إليه أبداً, فلا من قريب ولا من بعيد أرى فيه أهليه للخلافة ولا لقيادة المسلمين, فمن جانب كان كثير الهرب في المعارك التي خاضها المسلمون مع الكفار والمشركين, ولم يتبث أنه قتل أحداً من أبطال المشركين من أمثال ((عمر بن ود العامري)), أو ((مرحب اليهودي)), وعلى أسوأ الأحوال يقول الأخوه السنة أن قتل خاله.!!! ولا أدري لماذا لم يقف في وجه أبطال العرب من أمثال ((مرحب اليهودي)) أو ((عمر بن ود العامري))., وتوجه لقتل خالة.!
على أي حال نذهب اليوم إلى مخزية آخرى من مخازي عمر بن الخطاب, فالموضوع الذي نضعه اليوم لكم, بحثتُ عنه كثيراً في كتب ومصادر أهل السنة والجماعة, وأستنتجنا بعد عناء البحث, أن عمر كان ((مدمن خمور)) حتى بعد تحريم الإسلام لها, وكان يشرب الخمر بحجة, مساعدته على هضم لحم الجمال.!!!
وهنا نضع الموضوع لكم, للعلم فقط أنه من ((كتب ومصادر أهل السنة)), ولدى أكثر من عشرين دليل ومصدر على ما أقول, أضعها لكم لاحقاً بإذن الله.
=====
لا شك في أن عمر بن الخطاب كان مدمنا على معاقرة الخمر في الجاهلية والإسلام، أما في الجاهلية فقد اعترف بنفسه أنه من أكثر الناس شربا لها! إذ ورد في مصادرهم: "إني كنت لأشربَ الناس لها – أي للخمر - في الجاهلية"! (كنز العمال ج5 ص505). كما قال: "كنت صاحب خمر في الجاهلية أحبها وأشربها"! (البداية والنهاية لابن كثير ج3 ص101).
وأما في الإسلام فقد كان إصراره على احتساء الخمر لا نظير له رغم نزول الآيات المتتالية بتحريمها، وذلك باختلاقه عذر أن هذه الآيات ليست واضحة شافية في التحريم وإنما يريد هو آية صريحة في ذلك حتى ينتهي وإلا فلا! ولذا رووا: "لما نزل تحريم الخمر قال عمر بن الخطاب: اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت هذه الآية التي في سورة البقرة: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير) قال فدعي عمر رضي الله عنه فقُرئت عليه، فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً! فنزلت الآية التي في سورة النساء: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)، فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى أن لا يقربنَّ الصلاة سكران، فدُعي عمر فقُرئت عليه فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً! فنزلت الآية التي في المائدة، فدُعي عمر رضي الله عنه فقرئت عليه فلما بلغ (فهل أنتم منتهون) قال عمر رضي الله عنه: انتهينا! انتهينا"! (مسند أحمد ج1 ص53).
وعندما نزلت الآية الأخيرة التي تحرّم الخمر تحريما قاطعا لا تترك لأمثال عمر من المشككين مجالا؛ حزن عمر واستاء كثيرا وعبّر عن أسفه لأن الله حرّمها وأضاعها وأنزل من قدرها حتى قرنها بالميسر!! حيث ورد: "عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت: (يسئلونك عن الخمر والميسر) الآية؛ كرهها قوم لقوله: (فيهما إثم كبير) وشربها قوم لقوله: (ومنافع للناس). حتى نزلت: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) فكانوا يدعونها في حين الصلاة ويشربونها في غير حين الصلاة، حتى نزلت: (إنما الخمر والميسر) الآية؛ فقال عمر: ضيعة لك اليوم قُرنت بالميسر"!! (الدر المنثور للسيوطي ج2 ص317).
ومع أنه أعلن توبته وامتناعه عن شرب الخمر بقوله: "انتهينا! انتهينا"! إلا أنه استمرّ على ذلك باختلاق أعذار طبيّة وما أشبه! فكان يزعم أنه حيث يتناول لحم الجمال فإنه يحتاج لشرب النبيذ لئلا يعسر الهضم عليه! فرووا قوله: "إنا لنشرب من النبيذ نبيذاً يقطع لحوم الإبل في بطوننا من أن تؤذينا"!! (سنن البيهقي ج8 ص299).
بل كان يدعو الناس إلى ذلك مدّعيا أن شرب النبيذ يقيم الصلب ويساعد على الهضم! فكان يقول: "اشربوا هذا النبيذ في هذه الأسقية فإنه يقيم الصلب ويهضم ما في البطن وإنه لم يغلبكم ما وجدتم الماء"! (كنز العمال ج5 ص522).
ولطالما عبّر عن عشقه للخمرة حتى وهو على فراش الاحتضار! إذ قالوا له: "أي الشراب أحبّ إليك؟ فقال: النبيذ"! (سنن البيهقي ج3 ص113).
أما عن فتواه بتحليل الخمر بكسرها بالماء ومزجهما معا ليقلّ التركيز؛ فمصدرها هذا: "إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إذا خشيتم من نبيذ شدّته فاكسروه بالماء"! (سنن النسائي ج8 ص326).
ولذا أفتى فقهاؤهم بجواز شرب النبيذ في هذه الصورة! (راجع آراء الشافعي مثلا في كتاب الأم ج6 ص156).
هذا مع أنهم رووا أن عمر كان يشرب النبيذ الشديد بلا كسره بالماء! حيث جاء: "روي عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه كان يشرب النبيذ الشديد! ويقول: إنا لننحر الجزور وإن العنق منها لآل عمر ولا يقطعه إلا النبيذ الشديد"!! (بدائع الصنائع ج5 ص116).
وهذا ليس مستغربا، فإن مَن تبلغ به الخسة والدناءة مبلغ الاعتداء على سيدة نساء العالمين وبنت الرسول المصطفى البضعة الزكية فاطمة البتول الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها وروحي فداها) لابد وأن يكون مجمع القذارة والنجاسة والعربدة والوساخة.